عماد حمدي منسي يكتب: سفن التغييز.. طوق النجاة لإمدادات الطاقة

وجهة نظر.. بقلم عماد حمدي منسي

تعتبر سفن التغويز وحدات للتخزين وإعادة التغويز العائمة وهي تختص بتحويل الغاز الطبيعي المسال من حالته السائلة إلى حالته الغازية، ومن ثم الضخ في شبكات الغاز الوطنية.

فهي تقوم باستقبال الغاز الطبيعي المسال الذي يتم نقله في حاويات مبردة ثم تسخينه عند درجات حرارة معينة لتحويله إلى الحالة الغازية مرة أخرى.

 تأتي أهميتها كحل فعالً ومؤثر في حالات تأثر وإنخفاض إمدادات الطاقة وبالأخص الغاز الطبيعي ليس في مصر فقط ولكن العديد من دول العالم.

ومن هنا أدركت القيادة السياسية مبكراً أهميتها بفكر استراتيجي واعٍ ومستنير ودراسة ورؤية وافية للاحتياجات المستقبلية في مصر.

مع انقطاعات للكهرباء وتخفيف للأحمال في فصل الصيف خلال سنوات قليلة مضت وفي ظل التوترات الإقليمية والدولية وضعف الإمدادات وتذبذب الأسعار فعملت على التعاقد عليها وتوفيرها مبكراً وفي وقت مناسب.

حيث توجد حالياً ثلاثة سفن للتغويز في مينائي سوميد وسونكر بالسخنة بالإضافة إلى سفينة إنرجوس فورس بميناء العقبة الأردني التي تعد ثمرة للعلاقات المصرية الأردنية المتميزة وتعتبر السفن أكثر فعالية من حيث التكلفة على المدى الطويل مقارنة ببناء محطات تغويز ثابتة وحيث يوجد بالفعل محطتي إسالة للغاز في إدكو ودمياط تعتبر الأكبر من نوعها والتي تعطي ميزة تنافسية لمصر بسبب موقعها الجغرافي المتميز حيث تطل على البحر المتوسط وتقع بالقرب من الأسواق الأوروبية.

وتأتي أهميتها أيضًا بالتزامن مع الجهود المبذولة من القيادة السياسية من خلال العمل على انتظام سداد مستحقات الشركاء الأجانب و جذب الاستثمارات الأجنبية لقطاع البترول من خلال طرح مصر لمناقصة عالمية للشركات المتخصصة في مجال المسح السيزمي لإجراء مسح يشمل مساحة ١٠٠ الف كيلومتر مربع في شرق البحر المتوسط بتقنيات عالية بهدف تقييم احتياطيات الغاز مع تقسيم المنطقة المستهدفة لقطاعات محددة، دون تحمل مصر أي تكاليف حيث يسمح للشركات التي تقوم بالمسح السيزمي بالحصول على رسوم من شركات التنقيب العالمية التي ترغب في شراء حزم البيانات خاصة بهذه المناطق.

كما يقوم قطاع البترول بمشاركة الشركات العالمية العاملة في مصر على تنمية وتطوير الحقول البترولية وزيادة وتيرة الإنتاج وذلك بفضل المتابعة المستمرة والدؤوبة لوزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي والاجتماعات المتوالية مع الجهات المعنية بملف الطاقة وبتوجيهات من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية.